أولياء يحوّلون منازلهم إلى "جان دارك" لتربية أطفالهم
أكدت الدراسات الحديثة أن 85 بالمائة من الأولياء الذين تعرضوا للعنف يعيدون ممارسته على أبنائهم كنوع من التفريغ لشحنات مدخرة، زيادة على مواجهتهم لضغوطات الحياة كغلاء المعيشة، غير أن بعض الأولياء يفضلون استعمال الأساليب التقليدية في ضربهم لأبنائهم حتى أنهم حولوا منزلهم لما يشبه بمراكز التعذيب "جان دارك"، فمن "حك الفلفل الحار" ووضع الهريسة على الفم، للربط إلى جذع شجرة أو عمود الكهرباء ثم الضرب بحزام جلدي، خرطوم المياه والغاز وغيرها من أدوات التعذيب التي يتفنن الأولياء في استخدامها حسب نوع الخطأ الذي ارتكبه الطفل، وفي هذا السياق، تحكي لنا معلمة بمدرسة ابتدائية في حسين داي أنها طوال سنوات عملها والتي بلغت 20 عاما في التدريس لاحظت وجود آثار ضرب على العديد من الأطفال، وكأنهم قادمون من مراكز تعذيب وليس من منازلهم، إلا أن منظر طفل صغير كان يدرس لديها في السنة الثالثة أحرقت والدته يده عقابا له على تضييع مقلمته المدرسية، ظل راسخا في ذهنها، وقد اضطرت لاستدعاء الوالدين وهددتهما بتبليغ مصالح الأمن..
وحول الموضوع، أفادت المختصة في علم النفس، بوقاسي وردة، أن تعرض الطفل إلى الضرب من طرف الأباء يحدث شرخا كبيرا في شخصيته، ويعتبر أشد وقعا نفسيا مقارنة للتعرض من طرف البيئة الخارجية ومن خلال ذلك يمكن أن يطور ردود نفسية وسلوكية سلبية من بينها إحساس الطفل وكأنه يواجه العالم لوحده بعد تحطم صورة المثل الأعلى له، عدم الإحساس بالحماية والأمان، عدم التقدير الذاتي والتشكيك في قدراته، انعدام الثقة في نفسه.