تعادل، سهرة أمس، المنتخب الوطني الجزائري مع نظيره التونسي بهدف في كل شبكة على ملعب رادس بتونس، في الخرجة الودية الأولى والأخيرة لمحاربي الصحراء تحضيرا لنهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة بغينيا الاستوائية، في مواجهة عرفت حضورا ذهنيا وبدنيا قويا لأشبال الناخب الوطني كريستيان غوركيف.
شهدت بداية المواجهة ضغطا من لاعبي «الخضر» على المرمى التونسي خلال الدقائق الأولى من دون تشكيل أي خطر، فيما كانت أول فرصة خطيرة لصالح نسور قرطاج عن طريق اللاعب حسين الراقد الذي ارتدت تسديدته من العارضة الأفقية للحارس مبولحي في الدقيقة السادسة، رد «الخضر» لم يتأخر بعدما توغل فيغولي على الجهة اليمنى لدفاع المنتخب التونسي في الدقيقة الثامنة قبل تسديد الكرة من حوالي 18 مترا، وكرته لم تمر بعيدا عن مرمى المثلوثي، وعرفت المواجهة بداية من الدقيقة العاشرة سيطرة شبه كلية للمحاربين بتبادل التمريرات القصيرة، بينما اعتمد المنتخب التونسي على الهجمات المعاكسة مستغلا الصعود الشبه الكلي للعناصر الوطنية، مثل الهجوم المرتد في الدقيقة العشرين عندما استغل الخزري كرة ضائعة من براهيمي في وسط الميدان ليتوغل ويسدد من خارج منطقة العمليات تنتهي بين أحضان مبولحي، ليستقر اللعب بعدها في وسط الميدان مع بعض المحاولات المحتشمة من كلا المنتخبين، وعادت خطورة «الخضر» في الدقيقة الـ32 أين كاد سليماني يخادع المثلوثي برأسية إثر ركنية ردها القائم الأيسر، ليأتي الدور على سفيان فيغولي الذي توغل دقيقة بعدها على الجهة اليسرى من دفاع نسور قرطاج ووزع كرة دقيقة ناحية سليماني الذي سبقه إليها المدافع عبد النور مبعدا إياها في آخر لحظة، وحملت الدقيقة الـ38 الأخبار السارة لجماهير «الخضر» عندما حررهم كادامورو بإحرازه الهدف الأول وأشعل المدرجات برأسية جميلة إثر متابعته مخالفة براهيمي، قبل أن يطرد ثلاث دقائق بعد ذلك إثر تدخله من الخلف على اللاعب المساكني على مشارف منطقة العمليات، وهي المخالفة التي عرفت هدف التعادل لتونس في الدقيقة 43 بعد تسديدة مباشرة رائعة أسكنها الخزري الشباك، وانتهى الشوط الأول على وقع مناوشات بين سليماني وأحد اللاعبين التونسيين قبل تدخل الحكم لفك النزاع، وبعث الفريقين إلى غرف تغيير الملابس على وقع التعادل. على عكس المرحلة الأولى، دخل نسور قرطاج الشوط الثاني من دون مقدمات وخلقوا أول فرصة في الدقيقة الخمسين من خلال هجمة مرتدة بأربعة لاعبين مقابل مدافعين اثنين للخضر، إلا أن التمريرة الأخيرة لم تمر بعد تدخل مصباح في آخر لحظة، كما عرفت المرحلة الثانية إشراك الناخب الوطني غوركيف لكل من إسحاق بلفوضيل وسفير تايدر منذ البداية بدلا من سليماني ولحسن، وأخذ مجيد بوڤرة مكان محرز لسد فراغ كادامورو المطرود، حيث خلق بلفوضيل أول فرصة للخضر في المرحلة الثانية في الدقيقة 60 بعد انفراد بالحارس المثلوثي الذي تدخل وأنقذ الموقف، ليرد عليه الشيخاوي من الجهة المقابلة في الدقيقة 61 بتسديدة أرضية خطيرة من 20 مترا مرت جانبية بقليل عن القائم الأيمن لمبولحي، اللقطة أثارت حفيظة «الخضر» الذين كادوا يضاعفون النتيجة في الدقيقة 64 بعد تسديدة من فيغولي، إثر عمل رائع بينه وبين بلفوضيل ردها الحارس والمدافع على مرتين، وعوض سوداني وقادير العائد إلى التشكيلة الوطنية بعد غياب طويل زميليهما براهيمي وفيغولي في الدقيقة 66، وانخفض ريتم اللعب في الدقائق المتبقية من دون خطورة حقيقية على مرمى الحارسين مبولحي والمثلوثي، مع أفضلية طفيفة للمنتخب التونسي الذي احتفظ بالكرة واكتفى بكرات طويلة لم تقلق مدافعي المنتخب الوطني الذين لم يظهر عليهم التأثر بالنقص العددي ولعبوا بثقة كبيرة في النفس، أكدها الحارس مبولحي بتصديه الأكثر من رائع لتسديدة اللاعب محمد علي موسى من حوالي 35 مترا أبعدها إلى ركنية، التي لم تأت بالجديد في الدقيقة 82، فيما لم تعرف الدقائق المتبقية أي جديد بدورها إلى غاية الدقيقة الثالثة والتسعين عندما أعلن الحكم المغربي عن نهاية اللقاء بالتعادل الإيجابي .
"الخضر" وصلوا ساعتين قبل اللقاء والأنصار استقبلوهم بالفيميجان
وصل لاعبو المنتخب الوطني إلى ملعب رادس الأولمبي ساعتين قبل المواجهة، ودخلوا لتفقد أرضية الميدان حوالي الساعة الرابعة والربع مساء، أين كانت دهشتهم كبيرة بعدد أنصار «الخضر» الذين تواجدوا بالمدرجات والذين كانوا أكثر من التوانسة في حد ذاتهم بعدما استقبلوهم بالفيميجان وشعار «وان تو ثري فيفا لالجيري»، وهو ما جعل لاعبي «الخضر» يندهشون ويصوّرون الأجواء بهواتفهم النقالة خصوصا الوافد الجديد قاسحي الذي أخذ صور سيلفي بخلفية أنصار «الخضر».
الشعب يريد «كوب دافريك» تدوّي ملعب رادس وفتح مدرجين إضافيين لأنصار «الخضر»
أطلقت الجماهير الجزائرية العنان لأهازيجها وتشجيعاتها عندما دوى شعار «الشعب يريد كوب دافريك» ملعب رادس بقوة، كما اضطر القائمون على تنظيم المواجهة إلى فتح مدرجين إضافيين لأنصار «الخضر» الذين لم تكفهم المدرجات المخصصة لهم نظرا لتوجههم بقوة إلى الملعب.
غوركيف: المباراة جيدة لتصحيح الأخطاء وتمنيت إنهاءها بـ11 لاعبا
أكد كريستيان غوركيف، مدرب المنتخب الوطني، أن المباراة كانت فرصة جيدة لتصحيح الأخطاء قبل المنافسة الرسمية، كما قال خلال الندوة الصحفية التي نشطها إنه تمنى إنهاء المباراة بـ11 لاعبا، كما رفض تحميل المدافع كادامورو المسؤولية بعد أن تلقى البطاقة الحمراء، وقال: «المباراة كانت فرصة جيدة لتصحيح الأخطاء، تمنيت لو أنهيناها بكل اللاعبين، لكن يجب ألاّ نحمّل كادامور مسؤولية الخطأ الذي ارتكبه».
ليكنس: راض عن النتيجة والأداء والجزائر تملك منتخبا قويا»
أبدى مدرب تونس جورج ليكنس، رضاه عن التعادل أمام الخضر وأداء لاعبيه، وقال بعد المواجهة: «أنا راض عن النتيجة وعن أداء اللاعبين»، كما أشاد بالمنتخب الوطني الجزائري وقوته، مردفا: «واجهنا منتخبا جزائريا قويا».
جــــابو أراد المشاركـــة وخرج غاضبــا بعد نهاية المبــاراة
بدت معالم الغضب واضحة على وسط الميدان عبد المومن جابو بعد نهاية اللقاء، حيث إن لاعب النادي الإفريقي كان يرغب بشدة في المشاركة في اللقاء الذي اكتسى أهمية خاصة بالنسبة له، وهو الذي يلعب في البطولة التونسية، وأجرى اللاعب عملية الإحماء مطولا وبعد أن أحس بأن الناخب الوطني لن يعتمد عليه عاد إلى مكانه على دكة الاحتياط.
سوداني غضب لعدم إشراكه في بداية الشوط الثاني وثار على غوركيف
لم يتمكن مهاجم المنتخب الوطني العربي هلال سوداني من تمالك نفسه وثار غضبا بعدما لم يقم الناخب الوطني كريستيان غوركيف بإشراكه مع انطلاق الشوط الثاني وفضل عليه بلفوضيل، ورغم أن غوركيف حاول الحديث إليه إلا أن مهاجم دينامو زغرب لم يلتفت إليه وواصل المشي عائدا إلى دكة البدلاء.
كـــادامـــور يوقّع أول أهدافه مع «الخضر» ويطرد
تمكن مدافع المنتخب الوطني الجزائري ونادي أوساسونا الإسباني لياسين كادامورو من تسجيل أول أهدافه مع المنتخب الوطني الجزائري أمس، في لقاء تونس الودي، غير أنه لم يفرح بهدفه كثيرا بعدما طرد بالبطاقة الحمراء وارتكب هفاوت كلفت «الخضر» هدف التعادل في الشوط الأول.
أنصار «الخضر» ألهبوا رادس بالألعاب النارية وحولوه لملعب جزائري
صنع أنصار المنتخب الوطني الجزائري أجواء استثنائية في ملعب برادس أمس وألهبوا المدرجات بالألعاب النارية مباشرة بعد تسجيل كادامورو هدف «الخضر» الأول، كما قدموا لوحات فنية مبهرة في مدرجات ملعب رادس كأنه ملعب جزائري.
سليماني يتلاسن مع عبد النور وغوركيف يستبدله ببلفوضيل
لم يتمكن لاعبو المنتخبين من الحفاظ على الطابع الودي للقاء مع نهاية الشوط الأول، حيث توترت الأعصاب بين إسلام سليماني ومدافع تونس أيمن عبد النور ودخل اللاعبان في مناوشات أدت إلى تدخل بقية اللاعبين، فيما قام غوركيف باستبدال سليماني مباشرة بعد الحادثة وفضل إشراك بلفوضيل مكانه في مطلع الشوط الثاني.